جودة الحياة هي من أهم الأهداف العالمية التي تسعى المجتمعات إلى تحقيقها للحصول على مستويات الرخاء والاستقرار القياسية.
يرتبط مؤشر جودة الحياة أساساً بالتسلسل الهرمي للاحتياجات الذي أسس له إبراهام ماسلو (المتوفى في 1970)، وهو مؤشر يرتبط بشكل شخصي برضى الأشخاص عن حياتهم، معتمداً جودة توفر الاحتياجات وكميتها.
وعلى الرغم من عدم وجود معيار مشترك أو نظام مؤشرات لفحص نوعية وجودة الحياة، إلا أن هذا المعيار يتم فحصه وفق منظورين اثنين: موضوعي وذاتي. ولذلك نتناول هنا بعض هذه المؤشرات ومن زوايا متعددة وبنظرة شمولية عامة.
مؤشر الرعاية الصحية
إن مفهوم الصحة وجودة الحياة هو مفهوم وصفي، وتُعد الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للفرد مؤشراً مهماً لنوعية الحياة فمؤشر جودة الحياة المتعلق بالصحة يندرج تحته مفهوم واسع يشمل العديد من العوامل المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالصحة
ومن أهم مؤشرات جودة الحياة الموضوعية المتعلقة بالصحة: قدرة الفرد على أداء أنشطة الحياة اليومية، وكذلك الرعاية الذاتية على مستوى كاف، بالإضافة إلى أن وجود تأمين ضمان صحي يعدُّ مؤشراً موضوعياً مهماً، حيث تُظهر العديد من الدراسات أن وجود تأمين ضمان صحي يؤثر بشكل إيجابي على جودة الحياة.
ويدخل في مؤشرات جودة الحياة المتعلقة بالصحة عادات الأكل الصحية والمنتظمة والنشاط البدني، بالإضافة لتوفر عوامل الوقاية من الأمراض المزمنة التي تزيد من جودة الحياة.
ويدخل في هذا المؤشر عشرات البنود الأخرى أيضاً، نذكر منها على سبيل المثال:
- نسبة المواليد بمساعدة الكوادر الصحية من إجمالي المواليد.
- معدل التطعيم الروتيني.
- عدد المرضى لكل طبيب ولكل سرير في النظام الصحي.
- معدل انخفاض وزن المواليد عند الولادة.
- معدل وفيات الرضع.
- معدل الانتحار.
- عدد ومعدل الأشخاص الذين لا مأوى لهم.
- النسبة المئوية للأسر التي لم يكن لديها إمكانية الوصول للمياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.
- معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي.
- معدل الالتحاق بالتعليم الثانوي.
- معدل الأشخاص الخاضعين لنظام الحماية والرعاية (طفل، مسن، معاق).
- عدد الأشخاص المشمولين بالضمان الاجتماعي.
وغيرها من الأمور الأخرى التي استطاعت تركيا تجاوزها بنموذجها الصحي المتفوق عالمياً.
مؤشر المناخ
تتمتع تركيا بمؤشر مناخ مرتفع جداً يصل إلى 93.26 %، فهي بالمقارنة مع مناخ الدول الأوروبية تمتاز تركيا بمناخ أدفأ وأكثر اعتدالاً، وخاصة في مناطق تركيا الجنوبية.
ولذلك كان من الطبيعي أن تتحول بعض المدن التركية لمراكز استقبال كبرى لوفود السياح القادمين من أرجاء المعمورة بهدف الاستجمام وتجربة تنوعها المناخي المميز.
مؤشر تكلفة المعيشة
غالباً ما يتردد السؤال حول تكلفة المعيشة في تركيا. والإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، حيث تعتمد على عدة عوامل، منها: حجم العائلة، ونمط الحياة…
تختلف تكلفة المعيشة في تركيا من منطقة إلى أخرى. وعلى الرغم من أن إسطنبول أرخص بكثير من جميع المدن الأوروبية، إلا أنها تعدُّ أغلى مدن تركيا للعيش.
يبقى المسكن هو الأمر الأكثر تكلفة أمام النفقات التي يجب أن تتكبدها عند العيش في تركيا، والذي تختلف أجرته بحسب مواصفاته وميزاته ما بين موقع وآخر، أو سعر شرائه عند الرغبة بتملكه.
ثم تأتي مصاريف فواتير المنزل والتي تشمل الرسوم الشهرية كالكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف والإنترنت والغاز وباقات الأقمار الصناعية من أجل التشغيل السلس لمنزلك، ويضاف إليها مستحقات خدمات البناء الشهرية.
وأما مصاريف الطعام والشراب فهي بالعموم معقولة، وكذلك تكاليف المواصلات العامة.
وأما الخدمات الصحية العامة فهي مجانية للمواطنين الأتراك. كما يمكن للأشخاص الأجانب في تركيا الحصول على الخدمات الصحية بأسعار معقولة مقارنة بالعديد من البلدان، ويمكن الحصول على الخدمات الصحية بأسعار مخفضة في نطاق التأمين الصحي الخاص
هل تُقارن جودة الحياة في تركيا بأوروبا؟
مع الازدهار والتطور المتسارع الذي طال أغلب مناحي الحياة في تركيا خلال العقود الثلاثة الأخيرة على وجه الخصوص، استطاعت تركيا أن تغدو منافساً قوياً للعديد من الدول الأوروبية، وذلك نظراً لتوفر عدة عوامل، من أهمها أن نمط الحداثة والتطور الذي بنته تركيا في السنوات الأخيرة كان على أُسس حديثة
قد يفاجئك في تركيا وجود كثير من الأمور التي استطاعت تركيا فيها منافسة الدول الأوروبية بشكل واضح، سواء من خلال التقنيات الحديثة المستخدمة أو البنية التحتية المتوفرة، وهو ما قد يجعل من المقارنة بين تركيا وأوروبا على كفتي ميزان ترجح في كثير من الأحيان لصالح تركيا، وذلك على خلاف الشائع والمتوقع.
أفضل مدن تركيا من حيث جودة الحياة
تأتي إسطنبول على رأس قائمة المدن المناسبة للعيش وذات المواصفات الموافقة لشروط جودة الحياة وبمقاييس أعلى من غيرها.
ولا يخفى على أحد أن هذه الدرجة القيمية لإسطنبول تنبع من ميزاتها الكثيرة وخدماتها الوفيرة.
ويمكن أن تأتي في الدرجة الثانية بقية المدن الكبرى ثم بعض المدن السياحية المهمة والحيوية.